مركز الحرف اليدوية في أبو شروف
تدور هذه القصة حول فتاة تدعى أسماء محمد يوسف التي تعيش في قرية "أبو شروف" التي تبعد 30 كيلو متر بعيداً عن سيوة. وفي هذه القرية الصغيرة جدا والفقيرة (حيث يعيش فيها حوالي 850 شخص)، ومعظم الأطفال وخاصة الفتيات، من سن السادسة عشرة، يمتنعون عن الذهاب إلى المدارس سواء المدارس الثانوية المهنية أوالتجارية أوالعامة التي تقع في سيوة، غير أن العادات والتقاليد تمنع الفتيات من الذهاب إلى أية أماكن خارج القرية.
في الصباح، يتم عزل شعب أبو شروف عن العالم الخارجي- انهم لا يشاهدون التلفزيون أو يستمعون إلى الراديو، ليس لأنهم يعملون، ولكن لأن الكهرباء لا تعمل إلا في الليل.
وفي وسط كل هذه الظروف المؤسفة التي تحيط بها؛ سعت أسماء نحو تغيير مستقبلها، على الرغم من حقيقة أنها نشأت في عائلة كبيرة (24 فرد) والتي تعتبر صارمة جدا تجاه اعتزازها بالتقاليد، إلا انها أصرت على استكمال تعليمها في سيوة.
في البداية، كان والديها ضد ذلك ولكن بكثير من التفاوض والمناقشات استطاعت اقناعهم وجعلهم يستسلمون لرأيها.
وفي سيوة، انضمت إلى المدرسة الثانوية التجارية، وقالت انها تسافر يوميا حوالي 60 كيلومترا حتى تخرجت واستطاعت الحصول على الدبلوم. ولكن ذلك لم يكن كافياً لإرضاء طموحاتها، فهي أرادت أن تكسب المزيد من المهارات والمعارف، لذلك، التحقت بدروس في مجال الكومبيوتر في جمعية سيوة لتنمية المجتمع وحماية البيئة، وهناك تعلمت كل شيء عن أجهزة الكمبيوتر، ووجدت فرصتها في وظيفة معلمة لمحو الأمية وتعليم الآخرين في قريتها. قبل هذا، أصبحت الفتاة قادرة على تلبية احتياجاتها وكذلك احتياجات عائلتها.
ومع ذلك فهي لا تنظر إلى وظيفتها كمصدر للحصول على المال فقط ولكن باعتبارها وسيلة لوضع أفضل للمرأة. وفي محاولتها للقيام بذلك، تقول أسماء انها رفعت وعي المرأة حول أهمية التعليم؛ ونتيجة لذلك، انضم عدد كبير من أهالي القرية الإناث الطبقات القضاء على الأمية. حيث بعد قيام أسماء بالتدريس للعديد من الفئات، وجدت أن تعليم النساء القراءة والكتابة لا يكفي إذا لم تكن هناك فرص عمل متاحة لهن.
وبعد تفكير عميق، استطاعت أسماء الخروج بأفكار حول كيفية تمكين هؤلاء النساء وإثراء قريتها الفقيرة؛ وكان أحد هذه الأفكار هو إنشاء مركز للحرف اليدوية التقليدية، وقامت أسماء بنقل فكرة مبادرتها إلى مديريها الذين رحبوا بالفكرة وتبنوها مما ساعدها على الحصول على أموال لهذا المركز. والواقع الآن، فإن معظم النساء في قريتها يعملن في هذا المركز، وبالتالي أصبحت قريتها من القرى الأكثر ثراء في سيوة.